بين كل فترة وأخرى أقوم بترتيب إكسسواراتي وأتخلص من بعضها، لكن هذه المرة الترتيب كان مختلفا، لاحظت أن لدي قطعا كثيرة لا أرتديها بالرغم من حبي لها. ما المشكلة إذا؟ في هذه التدوينة سأحكي تجربتي مع الإكسسوارات واقتنائها، الأمر الذي قد يجعلكِ (أو يجعلكَ أهلا بالجميع) تعيد التفكير في أفكارك وسلوكك مع إكسسواراتك أو مقتنياتك بشكل عام
الإكسسوارات فتنة
أعني بالإكسسوارات هنا: الخواتم، الأقراط، والسلاسل والقلائد والأساور وغيرها، وهنا أستثني الذهب- إلا إذا كنتِ ثرية جدا ولديكِ الكثير من الذهب والمجوهرات الثمينة والتي تحتارين في تنظيمها
المميز في الإكسسوارات أن اقتنائها لا يتطلب منك الكثير: فهي رخيصة، صغيرة الحجم لا تتطلب مساحة كبيرة للتخزين، لا تحتاج إلى كثير من التنظيف والترتيب، وارتداؤها لا يتطلب قواعد كثيرة كالملابس. أضيفي إلى هذا سهولة شرائها – الفضل يعود للتسوق الأونلاين الفتنة الكبرى- تغير موضة الإكسسوارات بوتيرة سريعة ونزول موديلات جديدة للإكسسوارات. باختصار.. الإكسسوارات فتنة يسهل عليكِ الخضوع لشهوة الشراء وتكديس الكثير منها
محاولة فهم علاقتك مع الإكسسوارات
دعكِ من الأسباب العامة لشراء الإكسسوارات أنها زينة وأن الأنثى جُبلت على حب الزينة، ولنذهب للأسباب الشخصية: لماذا نشتري الإكسسوارات؟ لماذا تشترين اكسسوار ما؟ بالنسبة إلي عندما أرى قطعة تعجبتني وسعرها مناسب فأشتريها، لكن إذا كان هذا صحيحا لماذا لا ألبس الكثير من إكسسواراتي؟ علما بأن بعض هذه القطع اشتريته قبل أكثر من 15 عاما ولم تتح الفرصة لارتدائها! هل هذا أمر جيد؟ هل هذا ما أريده فعلا؟ لماذا حدث هذا؟ هذا دفعني للتفكير في أمور عدة، وأنتِ أيضا حاولي طرح الكثير من الأسئلة وفهم نفسك
وسط العدد الكبير من الإكسسوارات الملقاة أمامي سالت نفسي: ترى كم بقي لدي من العمر كي أرتدي كل هذه الإكسسوارات؟ هل سيقدر الله لي الوقت والفرصة لارتدائها كلها؟
هل أحب التكديس؟ لا أبدا، لكن ربما لأن الأولوية في اللبس أعطيها للإكسسوارات المفضلة أو للإكسسوارات التي تليق أكثر مع الملابس، وهذا يعني أنني في الواقع لا أحتاج للكثير من القطع، أو أن الإكسسوارات التي لا أرتديها غريبة ويجب أن تُلبس مع نوع محدد من الملابس، وهذا يعني أنه قبل شراء الاكسسوار ينبغي التفكير بالملابس التي تتناسب معه
آخرة الإكسسوارات
وسط العدد الكبير من الإكسسوارات الملقاة أمامي، كنت أحاول فهم أسباب شراء الإكسسوارات وإبقائها، طوفان الوعي قادني لأسئلة أفكر فيها لأول مرة: ترى كم بقي لدي من العمر كي أرتدي كل هذه الإكسسوارات؟ هل سيقدر الله لي الوقت والفرصة لارتدائها كلها؟ نفسي الأمارة بالسوء تقول: نعم ستكون هناك فرصة، اخلقي الفرصة، البسيهم كلهم! ونفسي الواقعية تقول لي: لا تخادعي نفسك الحياة قصيرة ولا يوجد هناك وقت لارتداء هذا العدد الكبير من الإكسسوارات
حسنا سأدعي أنني سأرتداء كل إكسسواراتي، لكن متى سوف أُشبع رغبتي في شراء الإكسسوارات؟ متى سأكتفي منها؟ متى سأتوقف عن شراء المزيد والمزيد؟ أعترف أنني لن أُشبع رغبتي في شراء الإكسسوارات؛ لأنه لا حد لاقتناء الإكسسوارات
ما الحل إذا؟ هل يعني حتمية البقاء في الدوامة: شراء الكثير من الإكسسوارات.. الاحتفاظ بها، ثم رميها؟ فيما تبقى من التدوينة نصائح لتهذيب رغبة شراء الإكسسوارات وتنظيمها، كل ذلك يهدف للتقليل من مشترياتك من الإكسسوارات والاستمتاع بعد لديك
نصائح عملية لتقليل مشترياتك من الإكسسوارات
الوعي بالإكسسوارات التي لديكِ: ربما قد سبق لكِ أن اشتريتِ قطعة أعجبتكِ لتتفاجئي لاحقا أن لديكِ قطعة أخرى شبيهة بها! وهنا تكمن أهمية الوعي بما لديك من إكسسوارات عن طريق إبرازها وجعلها ظاهرة للعيان. أحد الأسباب التي جعلتني لا أرتدي كثيرا من الإكسسوارات أنها كانت موضوعة في علب مغلقة، الأمر الذي يجعلك لا تدركين ما لديك وتستمتعين به، لهذا احرصي قدر الإمكان على جعل الإكسسوارات بارزة وكأنها معروضة -توجد الكثير من منظمات الإكسسوارات كالتي في المحال التجارية- وفي حال كان لديك الكثير من الإكسسوارات ويصعب عرضها وإبرازها، فعلى الأقل ضعيها في علب شفافة لتتمكني من رؤيتها والوصول إلها بسهولة، وبالتالي عندما تتسوقين فأنتِ على علم بأن لديكِ قطعا كافية أو قطعا شبيهة ولستِ بحاجة لشراء إكسسوارات
أحد الأسباب التي جعلتني لا أرتدي كثيرا من الإكسسوارات أنها كانت موضوعة في علب مغلقة، الأمر الذي يجعلك لا تدركين ما لديك وتستمتعين به، لهذا احرصي قدر الإمكان على جعل الإكسسوارات بارزة وكأنها معروضة
تحديد مكان لوضع الإكسسوارات: قد تبدو هذه النصيحة بديهية، لكن ما أعنيه أن تخصصي مكانا محددا لوضع الإكسسوارات ولا تجعليه كبيرا جدا، مثلا: صندوق واحد للخواتم ولا مجال لإحضار صندوق آخر لها، وفي حال رغبتِ بشراء المزيد ولم يكن لديك مساحة فتخلصي من بعض القطع لإفساح المجال للقطع الجديدة. كما قلت سابقا لا يوجد حد لشراء الإكسسوارات، فربما تقومين بشراء الكثير منها ثم توسعين مكان تخزينه؛ لهذا السبب فإن تخصيص مكان محدد وغير قابل للتوسع يعني بطريقة أو بأخرى وضع حد معين وسعة محددة للإكسسوارات ولا مجال لشراء المزيد
وقد يكون تخصيص ميزانية سنوية للإكسسوارات أو عدد معين من القطع التي يمكنك شراؤها سنويا نوعا من التقليل، شخصيا لا أراه مناسبا لي لكنه قد يكون مناسبا لك
تحديد احتياجاتك من الإكسسوارات: قرأتِ في الأعلى نقطة فهم النفس والأسباب الشخصية التي تدفعك لشراء الإكسسوارات، أحد الأسباب التي كانت تجعلني أكدّس الإكسسوارات هو عدم تحديد حاجتي منها، فمثلا لو كنت أحتاج لشراء قلادة سوداء مثلا- لا أصرّح تماما بهذا وأقول أنني بحاجة لشراء الإكسسوارات بشكل عام، وبالتالي أشتري كل الأنواع المختلفة من الإكسسوارات عدا ما أحتاجه فعلا!! لهذا فإن الوعي والتصريح بالقطع التي تحتاجين إليها من الإكسسوارات يقلل من عدد الإكسسوارات التي تشتريها ويخفف عليك الكثير من الأعباء المترتبة على الشراء والتكديس
تجنب شراء القطع الغريبة: كم مرة أعجبتك قطع جميلة ومميزة لكنك لم تلبسيها أو نادرا ما لبستيها؟ لستِ وحدك في ذلك، أحد أسباب عدم ارتداء الإكسسوارات الغريبة والمميزة أنها قلما تتناسب مع الملابس أو أنها تُلبس مع قطع محدودة من الملابس لهذا لا تُلبس كثيرا، والحل برأيي عندما يعجبك اكسسوار ما فكري بالملابس التي ستتناسب معه، لا تشتري القطع لمجرد أنها جميلة أو مميزة أو نادرة، ففي النهاية الغرض من الإكسسوارات لبسها لا عرضها أو التفاخر بها إلا إذا كان هذا غرضك منها
إن تخصيص مكان محدد للإكسسوارات غير قابل للتوسع يعني بطريقة أو بأخرى وضع حد معين وسعة محددة للإكسسوارات ولا مجال لشراء المزيد
في النهاية.. أعتقد أن لب الأمر يتعلق بفهم نفسك وسلوكك مع الإكسسوارات، هذه دعوة للعودة إلى نفسك وإلى فهمها فيما يتعلق بأمر بسيط وثانوي كالإكسسوارات. شخصيا أرى أن أهم أمرين ينبغي التفكير فيهما: ما إذا ستُتاح الفرصة والوقت لارتداء كل الكم الكبير من الإكسسوارات، وأيضا عدم وجود حد لشهوة شراء الإكسسوارات، أدعي أن التفكير في هذين الأمرين – مع محاولة العمل بالنصائح- سيُساهم في تهذيب الرغبة في شراء واقتناء الإكسسوارات، كل هذا مع محاولة لبس والاستمتاع ما لديكِ من إكسسوارات، فلو كنتِ فعلا تحبين القطع التي تمتلكيها لما رغبتِ بشراء المزيد