حمدا لله أنني لست رجلا

:أحمد الله تعالى أنه خلقني امرأةً ولست رجلاً، وذلك لأسباب منها

تحصيل المهر

بعكس الرجل.. لا يجب عليَّ العمل لسنوات طويلة؛ ليكون بمقدوري دفع المهر وتكاليف الزواج، وبالطبع النفقة على الزوجة، الجمل التالية ليست في قاموس النساء، مثل: لست جاهزةً للزواج، لا يوجد لديَّ منزلٌ أو عملٌ ثابت، وضعي ليس مستقراً، كل ذلك يعني أنه على الشباب العمل والانتظار ريثما يستطيعون الزواج، أما نحن الفتيات نستطيع الزواج متى رغبنا، كل ما علينا هو انتظار الشخص المناسب فقط

لا يحكم الناس حمداً لله أنني لست رجلاً ليحكم عليَّ الآخرون بمنصبي أو راتبي ومالي، عندما يتقدم شاب لفتاة غالباً أول ما يُسأل عنه هو حالته المادية، بعض الأهالي لا يفكرون بالخطيب وشخصه بل في ماله فقط، حمداً لله أننا لا نمر بمثل هذه المواقف، فعلاً إنه أمرٌ مثير للاشمئزاز أن يُحكم عليك بناء على ما في جيبك  

ضحايا التحرش الجنسي من الذكور

فكروا بضحايا التحرش الجنسي من الرجال.. هل يستطيعون أن يفتحوا أفواههم بكلمة ضد المتحرشة؟ ماذا لو قام رجل بالتحرش أو الاعتداء على امرأة؟ بالطبع سيقف المجتمع مع المرأة ضد المتحرش، لكن ماذا لو كان العكس؟ قام جوي سالادس بتجربة اجتماعية لمعرفة ردود فعل الناس ضد التحرش الجنسي للجنسين، وكانت ردود الفعل أن الناس منعوه حينما حاول التحرش بصديقته، بينما ضحك الناس أو لم يُعيروا الأمر اهتماماً حينما قامت صديقته بالتحرش به

 ماذا عن العنف الأسري ضد الرجال؟ أظهرت إحصائيات في المملكة المتحدة أنه بين عامَي 2004 و2008 أن حوالي 40% من ضحايا العنف الأسري هم من الرجال، هل يستطيع الرجال المعنّفون طلب المساعدة من أحد؟ أو أنهم لن يقوموا بذلك لأن المجتمع سوف ينظر إليهم بازدراء؛ لأنهم ليسو رجالاً أو أقوياء ما يكفي لوضع حد لزوجاتهم! الحمد لله سوف أجد من يساعدني إن أبديتُ علامةً صغيرةً تعبر عن عدم الراحة أو الخوف

إجبار الذكور على القيام بتصرفات شهمة

حمداً لله أنني امرأة ولست رجلاً؛ لأنه سيتوجب عليَّ حمل الأشياء الثقيلة عن النساء، في كل مرةٍ يساعدني أخي في حمل حاجياتي الثقيلة أو الخفيفة، يراودني السؤال ذاته: هل يشعر أخي بالتعب بعد حمل الأشياء الثقيلة مثلما أشعر بالتعب الشديد بعد حملي أكياس مشترياتي أو حقائب سفري الثقيلة؟

كما أنه لا يجب عليَّ إعطاء كرسيَّ إلى كل امرأةٍ واقفةٍ في المواصلات العامة، وإن لم أفعل ذلك سيحكم عليَّ الآخرون بأني لستُ شهماً ولست رجلاً بحق

وجوب الذهاب لصلاة الجمعة

أيضا لا يجب عليَّ الذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعة، في كل امتحان يكون يوم الجمعة، أتذكر زملائي الذين يجب عليهم التوقف عن الدراسة والذهاب إلى الصلاة بينما أنا وزميلاتي نرتاح أو نراجع وندرس للامتحان

الخدمة العسكرية الإلزامية

أحمد الله أنه لا تجب عليَّ الخدمة العسكرية الإجبارية، خدمة الجيش أمرٌ جيدٌ لكن ماذا إن كانت الخدمة في الجيش أمراً مذلاً مهيناً لكرامتك ولا يُسمح لك بالصلاة أو بممارسة شعائر دينك؟ يمكنكم سؤال أصدقائكم السوريين عن الخدمة العسكرية الإلزامية في سوريا، لكن يمكن للمغتربين دفع بدلٍ نقديٍ يتراوح بين 500 و5000 دولار للإعفاء من الخدمة العسكرية، حمداً لله أنه لا يجب عليَّ التفكير في كل ذلك ببساطة لأني امرأة

حصر الذكور في خيارات محدودة

حمداً لله أنه لديَّ خيارات كثيرة لارتداء ما أرغب من اللباس، أستطيع أن أكون مبدعة وأختار الألوان والأزياء التي تعجبني، باستطاعتي ارتداء ملابس قد توصف بأنها “غير أنثوية”، وأيضاً الملابس “الأنثوية”، في حين أن الرجل لا يستطيع ارتداء أي شيء يمتُّ للأنوثة بصلة كاللون الوردي أو المزهر أو الألوان الفاقعة؛ لأنه يجب على الرجال الظهور بمظهر القوة دائماً؛ لذا لديهم خيارات أقل للملابس. هل هذا يعني أن المجتمع يعطي المرأة مساحةً أكبر لأن تأخذ من “الرجولة” و”الأنوثة” معاً في حين أنه يحدُّ الرجل بكل ما هو ذكوري ورجولي فقط؟حمداً لله أنه لديَّ حرية اختيارٍ أكثر من أخي، لدي كامل الحرية لأن أقرر السفر لدراسة الماجستير أو العمل أو حتى الزواج! أتعاطف مع أخي الذي لا يستطيع مواصلة دراسته لأنه يجب أن يحصِّل الرزق، أما أنا فلدي كامل الحرية لاختيار الخطوة القادمة في حياتي أيا كانت -طبعاً شكراً لوالديَّ العظيمين- ففي النهاية لست مجبرة على العمل وكسب الرزق

إجبار الذكور على كتمان مشاعرهم وأحاسيسهم

والأهم من ذلك أنه لا يجب عليَّ كتمان مشاعري وأحاسيسي بل أستطيع التعبير عنها متى وكيفما شئت، أعترف بأني بكيت وبشدة عدة مرات في أماكن عامة؛ لأني لم أستطِع منع نفسي من البكاء، لا يجب عليَّ إخفاء دموعي أو ارتداء أقنعة مزيفة، أحمد لله أني لا أخضع للعرف القائل: الرجال لا يبكون أبداً! تخيلوا لو أن رجلاً بكى علناً كيف سيكون في نظر الناس؟ أطالب بمنح الرجال حق التعبير عن أحاسيسهم والتوقف عن كبتها! الرجال بشر أيضاً

مهلا لا تغضبوا! لم أذكر كل هذا لإثبات موقف ما، بل العكس أستطيع دحض كل النقاط المذكورة آنفاً وذكر عدد لا محدود من التحديات التي تواجه النساء
الخلاصة أنه يجب علينا التفكير من منظور مختلف لم نفكر به مسبقاً، في المرة القادمة عند سماع مصطلح “التمييز على أساس الجنس” علينا أن نضع احتمالين: أن يُقصد به التمييز ضد المرأة أو التمييز ضد الرجل! الرجال يتعرضون للتمييز بسبب جنسهم أيضاً

أخيراً.. تحية إلى كل الرجال الذين لم يتذمروا أو يشتكوا من كونهم رجالاً، وشكراً للرجال الطيبين اللطيفين “الجنتل” مع النساء، هم كذلك لأنهم يحترمون المرأة وليس اعتقاداً منهم أنها ضعيفة، هم لطيفون؛ لأنهم لطيفون فعلاً، وشكراً لكل من لم يميّز ضد المرأة أو الرجل بسبب الجنس

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *