لستَ ذكيا لأنك نجوت من السخرية في الإنترنت: أنت محظوظ لأنك لستَ طفلا في هذا العصر

على الأغلب لستَ راضيا عن كثير من منشوراتك وصورك القديمة التي نشرتها منذ 5 أو 10 سنوات، وربما تسارع في حذفها عندما يُذكّرك بها فيسبوك، وعلى الأرجح تريد ضرب صديقك الكريه حينما يُعلّق على صورك القديمة ليراها كل خلق الله! هذه الصور أو المنشورات القديمة قد نشرتها وأنت شاب عاقل تعي ما تنشر، لكن ماذا لو كنت طفلا الآن ونشرت شيئا بالتأكيد سوف تشعر بالإحراج لنشره بعد سنوات

للأسف توجد حسابات لأطفال (حتى أن أعمارهم تقل عن 14 سنة) ينشرون صورا وفيديوهات لهم “محرجة” جدا- والأسوأ وجود حسابات فكاهية تنشر المنشورات المحرجة لهؤلاء الأطفال- فكّر في كم التنمر والسخرية التي يتلقاها هؤلاء الأطفال. كأشخاص بالغين يعتبر التنمر في الإنترنت أحد المشاكل الحقيقية التي قد يواجهها البالغون في الإنترنت، ماذا عن الأطفال الذين لا يعون ما ينشرون وهم أكثر هشاشة وعرضة لأن يدمر -حرفيا- التنمر والسخرية حياتهم؟

صدقني أنا وأنت لسنا أفضل أو أذكى من هذا الطفل الذي ينشر ما هو محرج، نحن فقط محظوظون لأننا لم نولد في العصر الذهبي للسوشال ميديا؛ لأنني وأنت قمنا في طفولتنا أو في مراهقتنا بكتابة أو تصوير ما هو محرج لكننا محظوظين لأن الإنترنت لم يصلنا وقتها لنشارك هذه المواد مع الآخرين، ولو أتيحت لنا وقتها فرصة مشاركة صورنا السخيفة أو أفعالنا المخجلة أو كتابتنا الغبية.. لتعرضنا لكثير من السخرية والتنمر وربما تبعا لذلك لتدمرت حياتنا. إذا.. نجاتك من السخرية والإحراج مجرد حظ ليس لأنك في طفولتك كنت أفضل أو أكثر وعيا من هؤلاء الأطفال

صدقني أنا وأنت لسنا أفضل أو أذكى من هذا الطفل الذي ينشر ما هو محرج، نحن فقط محظوظون لأننا لم نولد في العصر الذهبي للسوشال ميديا؛ لأنني وأنت قمنا في طفولتنا أو في مراهقتنا بكتابة أو تصوير ما هو محرج لكننا محظوظين لأن الإنترنت لم يصلنا وقتها لنشارك هذه المواد مع الآخرين. ولو أتيحت لنا وقتها فرصة مشاركة صورنا السخيفة أو أفعالنا المخجلة أو كتابتنا الغبية لتعرضنا لكثير من السخرية والتنمر وربما تبعا لذلك لتدمرت حياتنا

قد تقول بأن اللوم يقع على آباء هؤلاء الأطفال فهم المسؤولون عنهم، صحيح أنهم يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية (باتت التربية صعبة جدا هذه الأيام) لكن أنا وأنت نتحمل جزءا من المسؤولية أيضا، ولو فشل الآباء في حماية أبنائهم فيجب على الدولة المجتمع التدخل

كيف يمكن لأشخاص عاديين مثلي ومثلك التدخل لحماية الأطفال؟

عن طريق عمل بلاغات بالمنشورات أو المحتوى المسيء للأطفال، التعبير عن الغضب والإستياء في حسابات من ينشرون أو يروجون لمحتوى مسيء، ربما عمل حملات لمقاطعة هذه الحسابات، نشر الوعي بمدى خطورة التنمر على الأطفال. وإن لم تكن تريد عمل أي شيء فأضعف الإيمان عدم الترويج لهذه الحسابات أو لهذا النوع من المحتوى. ولا تقلل من أهمية الكلمة البسيطة أو الديسلايك أو حتى البلاغ الواحد، وما حملة تقييم تطبيقات منصات التواصل منا ببعيدة

مارك زوكيربيرغ وكل القائمين على منصات التواصل: حبذا لو حولتم جهودكم المبذولة لإسكات المظلومين إلى محاربة التنمر على الأطفال، أنتم لا تقومون بما فيه الكفاية

لأصحاب صفحات الميمز أو الصفحات الكوميدية في الإنترنت: نحن مدينون لكم بالشكر لجعلنا نضحك بجنون في ظل الأوقات الصعبة، لكن لا تجعلوا مشاعر الشكر والعرفان تنقلب إلى غضب عارم ومقاطعة لكم. أنتم أكثر إبداعا من استخدام الأطفال مادة للسخرية والضحك، أو ربما قد أفلستم إبداعيا وأخلاقيا ولم تجدوا ما تُضحكون به جمهوركم سوى التشهير بفعل محرج لطفل لا حول له ولا قوة

سيأتي يوم يكبر فيه هذا الطفل ويعي الأمور المحرجة التي كان ينشرها، وربما سيشكرك لأنك امتنعت عن التنمر عليه أو كتابة تعليق مسيء أو المساهمة في نشر منشوراته. لكنه الآن مازال طفلا غير واعٍ بما يفعل

سيأتي يوم يكبر فيه هذا الطفل ويعي الأمور المحرجة التي كان ينشرها، وربما سيشكرك لأنك امتنعت عن التنمر عليه أو كتابة تعليق مسيء أو المساهمة في نشر منشوراته. لكنه الآن مازال طفلا غير واعٍ بما يفعل. فتفهّم هذا رعاك الله 

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *