حقيبة انجليزي هو اسم قناتي على اليوتيوب، أنشر فيها فيديوهات مفيدة لمن يريد تعلم أو تطوير لغته الإنجليزية، أول فيديو نشرته بتاريخ 8 سبتمبر 2020، عدد الفيديوهات الموجودة على القناة حتى تاريخ نشر التدوينة 29 فيديو، ويبدو أنها أعجبت حوالي 1300 شخص ليقوموا بالاشتراك فيها
قبل نشر أول فيديو
إن كنت تقدس المثالية، فعلى الأرجح ستطول المدة بين قرارك بإنشاء قناتك وبين تاريخ نشر أول فيديو لك! لا أذكر تماما متى أخذت قرار البدء بالقناة، لكن “كراكيبي” الإلكترونية تشير إلى أن المدة قد تكون 8 أشهر! طالت المدة بسبب: التخبط، الخوف، السعي للمثالية، خُفُوت الشغف، لكن آمل ألاّ تطول هذه المدة في رحلتك
ليلة نشر أول فيديو شعرت بالرهبة، قلبي كان يخفق سريعا وكأنني أمام حدث مفصلي في حياتي! أتعرف ذلك الشعور الذي تشعر به ليلة أول يوم في السنة الدراسية؟ أو ذاك الذي تشعره ليلة أول امتحان نهائي؟ الكثير من الحماس والخوف
إن لم تكن خَجِلا مما تقوم على اليوتيوب، فبالتأكيد ستنشر رابط أول فيديو في حساباتك على منصات التواصل الاجتماعي، أجزم بأنه سيشاهده كثير من أصدقائك ومعارفك – طبعا بناءً على عدد أصدقائك ومتابعيك على منصات التواصل- شعرت بسعادة وقتها بسبب التشجيع الذي لقيته من أصدقائي، وكنت أعتقد أن عدد المشاهدات للفيديوهات القادمة سيكون كذلك أو يزيد، لكن الصدمة كانت مشاهدات قليلة! كنت آمل أنها ستزيد في الفيديو الثالث.. الرابع.. الخامس.. للأسف لم يحصد أي منها ولا حتى على ربع مشاهدات الفيديو الأول
لعل التفسير المعقول للمشاهدات الهائلة للفيديو الأول: وجود فضول قاتل لدى أصدقائك ومعارفك لمعرفة ما الذي تقوم به في اليوتيوب، وحينما يُشبعون ذلك الفضول ويعرفون طبيعة قناتك أو طبيعة ما تقوم به على الأغلب لن يعاودوا مشاهدة فيديوهاتك، إلا بين كل حين وآخر، لذا كن مستعدا لهذا
خلال الشهر الأول من نشر الفيديو الأول، كانت حياتي -ودون أية مبالغة- تتمحور حول القناة، أقوم بالمهام الروتينية اليومية وأعمل لأجل القناة، بل حتى في الأوقات التي أقوم فيها بالأعمال المنزلية كنت أفكر كثيرا في القناة وبالخطوات التالية وبتفاصيل كثيرة متعلقة بالقناة، باختصار.. حياتي كلها كانت حقيبة انجليزي
إدمان عدّاد المشتركين
من الأمور التي حدثت في الأشهر الأولى من البدء بالقناة أنني أدمنت رؤية عدد المشتركين في قناتي، أعترف أنني كنت أتفقد هاتفي أكثر من 20 مرة في اليوم لأرى عدد المشتركين هل زاد أم نقص، والمثير في الأمر أن عدّاد المشتركين -اللعين هذا -لا يمكن التنبوء به أو بسلوكه، يعني أنك عندما تتوقع ارتفاعا في عدد المشتركين (مثلا بعد نشر فيديو أو نشر الرابط في منصات التواصل) فإن العدد لن يزيد، وعندما تتكاسل عن نشر فيديو جديد تتفاجأ بقفزة كبيرة بعدد المشتركين
وفكرة ألاّ يكون لديك أدنى فكرة عن احتمال زيادة أو نقصان عدد المشتركين أمر سيء فعلا! يجعلك مدمنا على تفقد عدد المشتركين أو عدد المشاهدات (أكثر بكثير من إدمانك على تفقد الإعجابات أو التعليقات في حساباتك الشخصية في منصات التواصل). كنت أحاول وقتها كبت جماح إدماني، أنجح أحيانا وأفشل أحيانا أخرى، لكن كفة الفشل كانت الأرجح
تأثير منصات التواصل على صناع المحتوى
يوجد تركيز كبير على تأثير منصات التواصل الاجتماعي على المستخدمين أو تأثير مشاهير منصات التواصل “الانفلونسرز” على المتابعين، فتجد الكثير من الدراسات المنشورة حول ذلك، كما أن الناس انتشر لديهم وعي “مقبول” حول تأثير منصات التواصل على الجمهور، لكن ماذا عن أثرها على صناع المحتوى؟ صحيح أن الفروقات بين صانع ومستهلك محتوى منصات التواصل بدأت تقل، لكننا معشر صناع المحتوى هنا! هل من مهتم لدراسة تأثير منصات التواصل الاجتماعي نفسيا واجتماعيا على صناع المحتوى أو اليوتيوبرز؟
أظن أن الأثر النفسي والاجتماعي الذي تتركه منصات التواصل الاجتماعي على صناع المحتوى أعظم بكثير من أثرها على الجماهير
يمكن تشبيه رحلة اليوتيوب بأنها ركوب أفعوانية “قطار الموت” غير مرئية! ركوب أفعوانية غير مرئية لا يعني فقط خليطا من التوتر والبهجة، لكن أيضا الجهل بموعد لحظات الخوف والبهجة