سلسلة “أخطر الطرق إلى المدرسة”: لماذا على أبنائك مشاهدتها؟

يزداد المحتوى “التافه” الضحل في وسائل الإعلام وفي الإنترنت، حتى أنك عندما تقرأ أو تشاهد محتوى قيّم، تصاب بالدهشة: وجدت شيئا مفيدا في جبل من الخردة! ومع تضخم المحتوى التافه، أزعم أن حرصك على أن يقرأ ويشاهد أبناؤك المحتوى المفيد يزداد يوما بعد يوم، وأعني بالمحتوى المفيد: الذي يُضيف شيئا إليهم، يُعلمهم، يُلهمهم ويوسّع مداركهم

في هذه التدوينة، سوف أقترح عليك أن تعرض على أبنائك سلسلة “أخطر الطرق إلى المدرسة” الوثائقية، لكن هذا الاقتراح مشروط بشرط واحد، بدونه لا أعتقد أن أطفالك سوف يحصلون على الفائدة المرجوة من الوثائقي، ستعرف الشرط في الأسطر القادمة

عن سلسلة أخطر الطرق إلى المدرسة

هل تذكر رواية والديك أو أجدادك للرحلة الشاقة التي كانوا يسلكونها في الطريق إلى المدرسة؟ قد تكون روايتهم حقيقية أو في أغلب الأحيان.. مبالغ بها كثيرا، لكن ماذا لو أخبرتك بقصص حقيقية ومعاصرة لطلبة يسلكون أعتى الطرق للذهاب والإياب من المدرسة!  وهذا تماما ما تعرضه سلسلة: أخطر الطرق إلى المدرسة

في السلسلة سترافق أطفالا في رحلة ذهابهم للمدرسة، لكن الرحلات التي يقومون بها خطرة جدا، منهم من يتحتم عليه عبور أنهار خطرة، أو المشي لعدة ساعات في الصحراء أو بين الثلوج الكثيفة أو حتى تسلق جبال خطرة للوصول للمدرسة. وفي كل حلقة يتم عرض رحلة أطفال من بلدان نامية مختلفة أو من مناطق ريفية نائية

عند مشاهدتك للوثائقي.. ستشعر أن الزمن متوقف في تلك الأماكن، كأنهم يعيشون على كوكب آخر! لكن الأهم من ذلك كله، أنك ستُذهل -وتشعر بالصِّغَر أيضا – من إصرار وعزيمة أطفال صغار على سلوك طرق صعبة كل يوم من أجل العلم والسعي لمستقبل أفضل

صحيح أنني أنصح عرض السلسلة على الأبناء، لكن هذا لا يعني أن السلسلة مخصصة للأطفال، وستستمتع أنت أيضا بمشاهدتها. والأهم من ذلك أنك وأبناؤك لن تذرفوا الدموع بعد المشاهدة؛ لأن النبرة العامة للسلسلة لا تستجدي العواطف بطريقة رخيصة، بل العكس تماما ستحيي وتقَّوي فيك الأمل وروح التحدي والمحاولة

أنت وأبناؤك لن تذرفوا الدموع بعد المشاهدة؛ لأن النبرة العامة للسلسلة لا تستجدي العواطف بطريقة رخيصة، بل العكس تماما ستحيي وتقَّوي فيك الأمل وروح التحدي والمحاولة

والسلسلة مكونة من 3 مواسم تم إنتاجها بين الأعوام 2013- 2017، أنتجت السلسلة شركة ألمانية، وتم دبلجتها إلى عدة لغات منها اللغة العربية

الشرط الوحيد: كلمة السر للحصول على الفائدة

تبدو سعيدا لأنك حصلت على فرصة ذهبية لتذكير أبنائك “المُتبطِّرين” بالنعيم حولهم، مهلا عزيزي الأب عزيزتي الأم أصحاب النهج القديم في التربية والذين قلدوا كل أساليب آبائهم  في التربية

في الحقيقة لم أرشح السلسلة لنمُّن على أبنائنا حقا من حقوقهم، ولا حتى لتدريبهم على شكر النعم التي بين أيديهم- شكر وتقدير النعم أمر مهم لكن لنجعله في موضع آخر- بربكم.. هل الدرس الأساسي من الوثائقي تذكر النعم التي نعيشها أو يعيشها أبناؤنا؟ هل هذا أفضل ما يمكن أن نوجِّه انتباه أطفالنا إليه؟ ماذا عن دفعهم لمساعدة غيرهم من الأطفال؟ أليس من المفترض بنا أن نغرس في أبنائنا حب مساعدة الغير وتغيير واقع المحتاجين الأقل حظا؟

ماذا لو قمت بتوجيه طفلك لمساعدة غيره من الأطفال وتبني عمل الخير حاليا أو مستبقلا، أو حثه ليكون مهندسا مدنيا يساهم في إنشاء طرق آمنة ليسلكها أطفال لايستطيعون الذهاب للمدرسة، أو أن يكون سياسيا يساهم في تغيير سياسات حرمت الأطفال. أعتقد أنه علينا توجيه تركيز أبنائنا نحو تغيير واقع أطفال آخرين حرموا من أبسط الحقوق، لا أن يكونوا مجرد أشخاص سلبيين

ومهما حصل، لا تقع في فخ المَنّ على الأطفال؛ لأن هذا الأسلوب غير مجدٍ، فقد يستشعر الطفل للحظات النعيم الذي يعيشه، لكنه سينسى الأمر بعد ساعة

الشرط الوحيد لو أردت مشاهدة السلسلة مع أبنائك: التوقف عن تذكير أبنائك بنعمهم وتوجيههم ليكونوا فاعلين ومساهمين في تغيير واقع من هم أقل حظا منهم

وأخيرا.. هذه قائمة بحلقات ومواسم السلسلة، للأسف بعضها غير متوفر باللغة العربية، وبعضها موجود على اليوتيوب أو على موقع الجزيرة الوثائقية- إن كنت من محبي مشاهدة اليوتيوب، الموسم الثالث موجود بالعربية على اليوتيوب

حلقات الموسم الأول

كينيا

نيبال

أويمياكون – سيبيريا

البيرو

الهيمالايا- الهند

حلقات الموسم الثاني

نيكاراغوا

منغوليا

المكسيك

إثيوبيا

بابوا غينيا الجديدة

حلقات الموسم الثالث

الفلبين

كولومبيا

بوليفيا

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *