((روتينا بخيمتنا ليوم كامل .. ليش عايشين بخيمة من 9 أشهر))
هذا عنوان لفيديو على اليوتيوب، قد يبدو للوهلة الأولى أنه فيديو تهكمي من محتوى الفلوجات العائلية على اليوتيوب أو في أحسن الأحوال فيديو لعائلة صادقة وقوية كفاية لتُخيّم مدة 9 شهور وتقوم بعمل فيديو عنه، لكن المفاجأة أن الفيديو للاجئين سوريين يعيشان في خيمة في اليونان
محمود (34سنة) وفاتن ( 24سنة) زوجان سوريان لاجئان يقومان بعمل فيديوهات (فلوجات) عائلية لحياتهم على اليوتيوب، لكن المميز في قناتهما أنهما يصوران الفيديوهات من الخيمة التي يعيشان فيها على جزيرة يونانية، ويُتابعهما على اليوتيوب أكثر من 360 ألف مشترك
قصتهم
محمود وفاتن كانا لاجئين في تركيا وقدما إلى اليونان رغبةً بالذهاب إلى هولندا لإجراء عملية زراعة في الرحم بهدف الإنجاب، وذلك بسبب فشل عملية الزرع التي قاموا بها في تركيا، لكن لا يُسمح لهما الذهاب خارج الجزيرة ولا حتى العودة إلى تركيا حيث أتيا
ويعيش محمود وفاتن في مخيم للاجئين في جزيرة خيوس اليونانية، وهما يعيشان في خيمة لأنهما لا يستطيعان استئجار شقة بسبب عدم امتلاكهما أوراقا رسمية، وهما ينتظران صدور قرار قبول أو رفض طلب اللجوء
ظروف معيشتهم
يعيش محمود وفاتن منذ حوالي سنة في خيمة صغيرة ومتواضعة بالكاد يمكنهما النوم والجلوس فيها، ويذكران في فيديو أن أصعب أمر يواجهانه في العيش في خيمة هو الحر الشديد لذا فهما يقضيان معظم وقتهما في الفلاء خارج الخيمة، بالإضافة إلى عدم وجود كهرباء في الخيمة حيث يضطر الزوجان لشحن الهواتف من كرفان في المخيم
وتحدث محمود في فيديو أن بعض الأشخاص عرضوا عليهم المساعدة، لكنه يرفضها لأن حالتهم المادية “الحمد لله ميسورة وفي ناس محتاجة أكثر منا بكثير” كما يقول
وبالرغم من عيشهم في خيمة إلا أنهما يظلان مبتسمان، ويتحدثان عن سر ابتسامتهما في فيديو ب3 أمور
عدم كنّ حقد لأي شخص، الرضا بالقسمة والنصيب، لا تنظر لمن هم أعلى منك بل انظر لمن هم دونك لكي ترضى بحالك.. وبعدها صدقني سوف ترى الابتسامة قد ارتسمت على وجهك
تصوير يومياتهم على اليوتيوب
يذكر الزوجان أن السبب الذي دفعهما لإنشاء قناة على اليوتيوب وتصوير يومياتهما هو لكسر الملل ومحاولة للتنفيس عنهما، كما ويُذكر في وصف قناتهما على اليوتيوب بأن هدفهم الأكبر من إنشاء القناة هو “خلق حالة إيجابية” في ظل”الحصار” الذي يعيشونه ومنح الآخرين طاقة إيجابية
وينشر محمود وفاتن في قناتهما على اليوتيوب فيديوهات لفلوجات عائلية متنوعة من يوميات ومقالب وطبخ واعترافات وغيرها من الفيديوهات التي تنشرها عادةً القنوات العائلية على اليوتيوب
المثير في الأمر أن الزوجان يقومان بعمل الفيديوهات على الرغم من وجود معوقات مثل: عدم وجود كهرباء في الخيمة، حيث يضطر الزوجان إلى شحن الهواتف النقالة من كرفان في المخيم، ويقوم محمود بعمل مونتاج للفيديوهات باستخدام برنامج مخصص لتحرير الفيديوهات عن طريق الهاتف
تضامن من أصحاب قنوات اليوتيوب
وتضامن عدد من أصحاب قنوات اليوتيوب المشهورين مع محمود وفاتن منهم “ابن سوريا” وعائلة “سوبر فاميلي”، و“ريتشو وننوش” وعائلة “عصام ونور” ، وتحدث المدون الشهير سامر وحود أو “ابن سوريا” في فيديو عن قناة محمود وفاتن وشجع متابعيه على الاشتراك في قناة الزوجين
كما عبرالمدونان عصام ونور في فيديو عن دعمهما لمحمود وفاتن
عنجد هنن كتير بيستاهلوا الدعم.. حبينا ندعمهم ونوقف معهن لأنو هنن بيقدموا فيديوهات بأقل الإمكانيات، عايشين بخيمة وبيعطوا طاقة إيجابية للناس، وبيقدموا أشياء حلوة… تخيلوا إنو هنن عايشين في خيمة،هنن علقانين باليونان بخيمة…ماعندهم أي شي وهيك ودائما مبتسمين دائما مبسوطين
الشي اللي شدني لهاي العيلة إنو هنن عم يحاولوا يعطوا طاقة إيجابية للناس بأقل الإمكانيات، أنا كيوتيوبر بعرف الفيديو قديش بياخد وقت وتعب واهتمام وبيلزمه أدوات وهيك
يُضيف المدون عصام
ونتيجة لتضامن ونشر المدونين لقناة محمود وفاتن حصلت القناة على متابعين كثر، لدرجة أن محمود وفاتن نشرا فيديو شكر 100,000 مشترك فإذا بهما قد حصلا على 200 ألف مشترك، وبعدها بأيام حصدا 300 ألف مشترك على القناة. وقالت فاتن أنها لم تتوقع أن يصبح لديهما عدد هائل من المتابعين رغم عيشهما في خيمة
وفي 30 أكتوبر 2020 نشر محمود وفاتن فيديو لهما وهما يحتفلان في خيمتهما بمناسبة مرور سنة على تواجدهما في جزيرة خيوس اليونانية، ويوضح محمود في الفيديو أن سبب الاحتفال ليس عيشهما في الخيمة بل لأنه أصبح لديهما “محبين” و”عائلة” على حد تعبيره
ويضيف محمود بأنه لا يريد بأن يجعل وجودهما في خيمة أمرا سلبيا أو غير مريح “نحن استغلينا هادا الشي… وطبعا محبتكم هي اللي خلتنا نستمر بهادا الشي
وأغلب تعليقات الأشخاص على فيديوهات محمود وفاتن إيجابية وداعمة لهما
هل يمكن أن نرى فلوجات لعائلات تعيش في إدلب أو في المخيمات اللبنانية أو في أي مكان يغلب عليه الشقاء؟
قد يؤدي ظهور قنوات فلوجات عائلية للاجئين أو كادحين لتعزيز فكرة “دمقرطة اليوتيوب” وإتاحة الفرصة للأشخاص من مختلف الخلفيات والطبقات الاجتماعية لصنع محتوى يُشهرهم كما هم، وأن نذهب لأبعد من “أنسنة” اللاجئين أو الكادحين إلى خلق علاقات شخصية معهم ، تماما مثلما نفعل مع أنس وأصالة وغيرهم من عائلات اليوتيوب الشهيرة